الحلقة الرابعة : أرض اسرائيل كانت خالية من السكان
وهنا نستند إلى عينات من شهادات أرسلها دبلوماسيون وصحافيون وكتاب زاروا ارض إسرائيل في القرن التاسع عشر، أهمها وأكثرها إقناعا، ما خطه الكاتب مارك توين في كتابه “الأبرياء في الخارج” الذي يرتكز على رحلة عاد بها أرض إسرائيل سنة 1876، عاكسا وضعها المأساوي قبل أن تأتيها الحركة القومية اليهودية وتحييها من قفارها، فقد وصف توين ارض إسرائيل “بالمهجورة والبشعة”، عاش فيها مجموعات قليلة متناثرة من الفقراء البؤساء الذين تركوها خراباً آلاف السنين، قائلا:
“وهل يمكن أن تكون غير ذلك؟ هل يمكن لعنة الله أن تجعلها مرغوبة؟ أرض إسرائيل لا يمكنها أن تنتمي إلى هذه الدنيوية. هي أرض مقدسة في الكتابات والأساطير – هي ارض الأحلام”. ليضيف:” تلالها مقفرة، وخاملة الألوان، وبلا ملامح جميلة الشكل. وديانها صحاري يرثى لحالها المزري، كل تضاريسها قاسية خشنة، إنها أرض كئيبة بلا أمل ينفطر لها القلب” (..) ” بلاد قاحلة أرضها لا بأس بها من حيث خصوبتها، ولكنها مفروشة بالأعشاب البرية، ورحابها صامتة حزينة. فيها من الإهمال ما يعجز حتى الخيال عن إضفاء شيء من مجد الحياة والعمل عليه. لقد وصلنا بسلام إلى جبل تافور(…) وعلى امتداد الطريق كله لم نر كائنا بشريا(…) أرض إسرائيل يلفها الحزن والحداد، أرض قفرة ليس فيها من الجمال شيء(…) بواديها الخالية من البشر، بتلالها الباهتة القفرة، فخذ مثلا كفر ناحوم، تلك الكومة من الأنقاض، أو خذ طبريا، تلك القرية التافهة المستغرقة في سبات في ظل نخلاتها الست الحزينة”.
أمثلة كثيرة كتبت في وصف أرض إسرائيل، شهادات رسمت واقع الأرض آنذاك، نذكر بعضها على النحو التالي:
• قبل مئة عام من زيارة توين إلى أرض إسرائيل، وصلها الفيلسوف والمستشرق الفرنسي قسطنطين فرنسوا المعروف بالكونت فولني، في عام 1785 فقال: “وجدنا صعوبة في التعرف على يروشلايم. عدد سكانها على ما يبدو لا يتخطى 12 – 14 ألف شخص (…) المكان الثاني، الجدير أن نذكره هو بيت لحم حيث تفتقر أراضيها إلى التجهيزات، في هذه القرية يوجد 600 شخص مستعدين لحمل السلاح (..)المكان الثالث الذي لا يقل أهمية هو حبرون، هذه القرية الأقوى في المنطقة. والتي بإمكانها تأهيل 800 أو 900 مسلح”.
• الكسندر كايت، 1843: “في أيام فولني، لم تكن ارض إسرائيل بعد قد وصلت إلى مرحلة الدمار والرحيل الذي تنبأ به الأنبياء .”
• جيمس سلك بكنغهام : “كانت يافو قرية مهملة فيما الرملة كغيرها من مناطق فلسطين، الخراب فيها أكثر من الأماكن الأهلة” .
• الفونس دو لامارتين، 1835: ” من بعد أبواب يروشلايم لم نلمح أي كائن حي، سكوت تام وابدي يحوم فوق المدينة وطرقاتها وكأنها قبر لشعب كامل”.
• ارثر فرنلين ستانلي 1881 حين تطرق إلى منطقة يهودا قال “لا وجود لأثر آدمي على مساحات تمتد لأميال وأميال”.
• قبل مئة عام من زيارة توين إلى أرض إسرائيل، وصلها الفيلسوف والمستشرق الفرنسي قسطنطين فرنسوا المعروف بالكونت فولني، في عام 1785 فقال: “وجدنا صعوبة في التعرف على يروشلايم. عدد سكانها على ما يبدو لا يتخطى 12 – 14 ألف شخص (…) المكان الثاني، الجدير أن نذكره هو بيت لحم حيث تفتقر أراضيها إلى التجهيزات، في هذه القرية يوجد 600 شخص مستعدين لحمل السلاح (..)المكان الثالث الذي لا يقل أهمية هو حبرون، هذه القرية الأقوى في المنطقة. والتي بإمكانها تأهيل 800 أو 900 مسلح”.
• الكسندر كايت، 1843: “في أيام فولني، لم تكن ارض إسرائيل بعد قد وصلت إلى مرحلة الدمار والرحيل الذي تنبأ به الأنبياء .”
• جيمس سلك بكنغهام : “كانت يافو قرية مهملة فيما الرملة كغيرها من مناطق فلسطين، الخراب فيها أكثر من الأماكن الأهلة” .
• الفونس دو لامارتين، 1835: ” من بعد أبواب يروشلايم لم نلمح أي كائن حي، سكوت تام وابدي يحوم فوق المدينة وطرقاتها وكأنها قبر لشعب كامل”.
• ارثر فرنلين ستانلي 1881 حين تطرق إلى منطقة يهودا قال “لا وجود لأثر آدمي على مساحات تمتد لأميال وأميال”.
الوضع الكئيب لأرض إسرائيل يعود إلى الحكم العثماني الذي أشاع الفوضى في البلاد.
لقد فرض العثمانيون على المزارعين ضرائب باهظة، وكانت الشروط الصحية معدومة، فيما الموت جار قريب من الجميع.
لقد فرض العثمانيون على المزارعين ضرائب باهظة، وكانت الشروط الصحية معدومة، فيما الموت جار قريب من الجميع.
وعملا بالنمط الإقطاعي الذي ساد المنطقة، قام الإقطاعيون العرب بسلب المزارعين البسطاء مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. فيما عمد العثمانيون إلى فرض ضرائب الأرض وضرائب الصناعات وفوائد مرتفعة على القروض، ولتكتمل صورة العناء ظهرت عصابات سرقة هددت حياة الفلاحين وأضافت أسبابا مأسوية نتج عنها خراب البلاد آنذاك.
عاش سكان المنطقة في فقر مُدقع، مما دفع أكثريتهم إلى الرحيل، ليستولي البدو على أماكن سكناهم، قبل أن يضطروا هم أيضا للمغادرة بعد ذلك.
كان وضع الأقليات في الدولة العثمانية كاليهود والمسيحيين أسوأ بكثير من واقع باقي السكان، فإضافة إلى الشروط المعيشية الصعبة، كما أسلفنا أعلاه، فرض العثمانيون عليهم ضريبة إضافية تعرف بالجزية، باعتبارهم ” ذميين”، وتعرضوا إلى الملاحقات والمضايقات والاضطهاد بسبب انتماءاتهم الطائفية. هذا الواقع المذري كان سببا لبداية العمل الصهيوني أملا في خلاص شعب وأرض إسرائيل.
لأولئك الذين لا تقنعهم شهادة الكلمة، نعرض عليهم شهادة علمية جغرافية تعكس الواقع الديموغرافي لأرض إسرائيل، وتتلخص بخارطة دقيقة وحقيقية، وقعت في 26 جزءا لكبرها، واعتبرت نادرة من حيث نوعها ومصداقيتها، أصدرتها بعثة لتقصي الحقائق مؤلفة من باحثين بريطانيين، عرفت بإسم “مؤسسة تقصي الحقائق عن منطقة فلسطين” – (THE PALESTINE EXPLORATION FUND) – بعد أن جالت على أرض إسرائيل في فترة ما بين أعوام 1871 – 1878.
مقياس الخريطة هو 1:63000، وهذا يعني أن كل سنتمتر في الخريطة، يساوي 630 مترا واقعيا.
في هذه الخارطة بإمكاننا تحديد المناطق اليهودية في أرض إسرائيل في السنوات التي تم رسمها وإصدارها، وبالتالي التعرف على مساحاتهم، وتحديد عدد السكان .
الباحثون البريطانيون حددوا بصورة دقيقة حدود كل مكان سكني وابرزوا بألوان خاصة التنوع السكاني. من خلال هذه الخارطة بإمكاننا أن نعرف حجم كل منطقة سكنية في أرض إسرائيل آنذاك، والتي تؤكد حقيقة ودقة ما وصفه ونقله مارك توين.
القرى الكبيرة امتدت على مساحة 100X150 مترا، وتضمنت عددا من المنازل. وقد دلت ألوان الخارطة إلى أن جزءا من مدينة عكو كان مأهولا بالسكان، أما حيفا فظهرت على شكل مستطيل بحجم 7 X3 ملم، مما يعني 190X430 متر فقط، فيما طبريا كانت تمتد 300X600 متر، ويافا كانت بلدة صغيرة لا تزيد عن 240X540 متر. وظهرت كل من دالية الكرمل، يهودا، عسفيا وغيرها من القرى بأحجام صغيرة.
Nenhum comentário:
Postar um comentário