اعتمدت الوقائع التاريخية أكثر على فهم الواقع الديمغرافي للبلاد حتى نهاية القرن التاسع عشر وأظهرت الحقيقة التالية : أرض إسرائيل في تلك الفترة كان مقفرة من السكان، مدمرة وخالية نسبيا من السكان.
جوان بيترز، صاحبة كتاب ” منذ قديم الزمان ” الذي يقدم معلومات حول الهجرة العربية لأرض إسرائيل، تقدر انه في سنة 1882 أقام في غرب أرض إسرائيل التاريخية حوالي 141 ألف غير يهودي، ربع هذا العدد هم مهاجرون وصلوا ابتداء من منتصف القرن التاسع عشر.
البروفسور موشيه معوز قدر أن تكون نتائج الحكم العثماني وتدهور الشروط الصحية، قد أدى إلى عملية استنزاف مستمر، جعلت عدد السكان لا يتجاوز المائة ألف نسمة .
وبناء على معطيات بريطانية، سكن في أرض إسرائيل عام 1928 حوالي 150 ألف يهودي مقابل أكثر من 700 ألف عربي.
وحسب شهادة تشرشل، في عام 1936 ارتفع عدد السكان اليهود إلى حوالي 380 ألف، (بسبب الهجرة الكبيرة الذي سمح بها الكتاب الأبيض لتشرتشل)، وفي المقابل ارتفع عدد السكان العرب ووصل إلى أكثر من مليون نسمة .
في عام 1947، قدر عدد السكان العرب حوالي مليون و300 ألف شخص.
من هنا لا يمكن تفسير هذا النمو السريع للسكان العرب دون العودة إلى عمليات الهجرة الكبيرة التي شهدتها ارض إسرائيل، من الدول المجاورة.
الارهابي ال”فلسطني” ياسر عرفات القدوة الحسيني، ولد في القاهرة لعائلة من أصل سوري
قد لا تفلح الوثائق والخرائط التي أوردناها سابقا، في إقناع من لا يريد أن يقتنع، لذلك قمنا بتدجيج سطورنا بشهادات عكست الحقائق التي سادت الواقع آنذاك، منها شهادة توفيق الحوراني، في مقابلة لجريدة “لا سيري” في آب من العام 1934 حيث قال: “في الأشهر الأخيرة دخل أرض إسرائيل بين 30 و 36 ألف حوراني واستقروا هناك”.
وفي عام 1939 تطرق ونستون تشرتشل إلى هذا الموضوع بحيث تحدث عن تدفق للعرب إلى أرض إسرائيل باعداد كبيرة فاقت عدد اليهود، مؤكدا أنهم “تكاثروا فيها وازداد نموهم السكاني لدرجة انه يستحيل على يهود العالم أن يزيدوا معدل نموهم السكاني بهذا الشكل”.
وفي مكان أخر لفت تشرتشل إلى أن :” النسبة السكانية العربية ارتفعت في الأمكان التي امتلك اليهود فيها أراض” .
وما إن شعر البريطانيون بالعنف العربي، حتى عمدوا، عام 1939 واستنادا إلى الكتاب الأبيض لماكدونالد، إلى إحصاء كل قادم يهودي جديد، وفرضوا قيودا على هجرة اليهود إلى أرض إسرائيل لاسيما على أولئك الهاربين من الظلم النازي فيما دخل أرض البلاد المهاجرون العرب بكل سهولة ودون أي رقيب.
نظرة سريعة على بعض من أسماء العائلات” الفلسطينية “المعروفة والوجيهة، تظهر ارتباطها الخارجي ومصدر وطنها الأم:
المصري – من مصر، الحوراني – من سوريا، العراقي – من العراق، الصوراني – من صور، الصيداوي – من صيدون، الطرابولسي – من طرابلس ، الفيومي – من فيوم مصر…الخ، إذ بامكاننا تعداد الكثير لكنها تحتاج إلى صفحات طويلة .
الصحفي ال”فلسطيني” مدير قناة الجزيرة السابق وضاح خنفر ، يرجع تأريخ عائلته الى بلدة خنفر في محافظة ابين في جنوب اليمن
كل الشهادات والوثائق تؤدي إلى حقيقة واحدة احد ألا وهي: أرض إسرائيل في نهاية القرن 19 كانت خالية من السكان نسبيا .لم تكن صرخة الحق للقادة الصهاينة نابعة من لا شيء كما أن إصرار القادة العرب في تغيير مفهوم كلمة لاجئ لم يأت من فراغ، بل يقينا منهم أن اللجوء وفق المفهوم الدولي المعتمد لهذه الكلمة لن يطال سوى قلة قليلة من الفلسطينيين العرب، ففرضوا التعديل ليصبح كل أولئك الذين دخلوا أرض إسرائيل في الفترة القريبة السابقة للحرب، لاجئين.
قبة الصخرة في مكان بيت المقدس القرن التاسع عاشر
من الصعب التحديد كم من ال560 – 600 ألف عربي فلسطيني، يستحق بالفعل أن يكون لاجئا، وكم منهم مهاجرين. ولكن الأكيد أن الدعاية العربية استطاعت أن تقود العالم في رحلة المبالغة بالأرقام، إن من ناحية عدد الأشخاص الذين سكنوا الأرض في نهاية الحرب أو من ناحية أولئك الذين يدعون أنهم أبناء هذه الأرض أو من ناحية عدد العرب الذين يصنفون لاجئين.
باختصار وبكل أسف، تمكن العرب من خداع العالم بكذبة اسمها النكبة.
وهنا نستشهد بمقولة لونستون تشرتشل صاغها بسخرية واضحة قائلا: “لو تُرك عرب فلسطين لشأنهم لمدة ألف عام، لما اتخذوا خطوات فعالة في سبيل توفير الري والكهرباء في فلسطين. واكتفوا فرحين بالاستقرار في السهول الجرداء المحروقة بالشمس تاركين مياه نهر الأردن تواصل التدفق دون قيد أو تسخير نحو البحر الميت”.
Nenhum comentário:
Postar um comentário