لحلقة الرابعة: حقيقة الأحداث وماهية "النكبة"
فما هي الحقيقة ؟
نعود من حيث بدأنا وما أسلفناه سابقا:
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1947 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة تقسيم ارض إسرائيل التاريخية إلى دولتين؛ دولة يهودية وأخرى عربية.
لم تحصل الدولة العربية، بموجب قرار التقسيم، على يهودا، شومرون (الضفة الغربية لنهر الاردن) وغزة فقط وإنما على الجليل الغربي والمركزي، والنقب الشرقي الذي تضمن بئر السبع، النقب الغربي، اشكلون واشدود، اللد والرملة وحتى يافو.
ما تبقى شكل سيادة الدولة اليهودية، ورغم أنهم لم يحصلوا على المناطق اليهودية التاريخية مهد أجدادهم، رحب اليهود بالقرار معتبرين أن حلم الأجيال قد تحقق بسلام.
إلا أن الفرحة هذه لم تتم، لان العرب عارضوا القرار بالانقضاض على المناطق اليهودية، معبرين عن سخطهم بالقتل والتدمير من اجل منع تنفيذ مشروع التقسيم التسوية الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
في 15 أيار 1948، انتهى عهد الانتداب البريطاني، وكان دافيد بن غوريون قد أعلن، قبل يوم، استقلال دولة إسرائيل، ماداً يده إلى عرب منطقة فلسطين مسالما، داعيا إياهم إلى التخلي عن العنف والعيش في وئام وإقامة دولة عربية.
كان بإمكان العرب الفلسطينيين أن يقوموا بعمل مماثل وان يعلنوا دولتهم، إلا أنهم اعتمدوا العكس، والسلام الذي مُدّ إليهم ردوه معلنين الحرب على الدولة الجديدة، حيث قامت الجيوش العربية : مصر، سوريا، العراق، الأردن، لبنان والسعودية بغزوها في عقر دارها، هدفا في القضاء على حلم شعب أراد أن يحيا في دولة مستقلة بسلام.
بعد ثلاث سنوات على المحرقة النازية التي قضت على 6 مليون شخص، وقف 600 ألف يهودي أمام خطر الإبادة من جديد.
الحرب هي عمل وفعل قاس جدا. تسلب البشرية كرامتها ووجودها وتحصد الأرواح والجرحى، وتقلع المواطنين من بيوتهم وأرضهم.
الحرب هي عمل وفعل قاس جدا. تسلب البشرية كرامتها ووجودها وتحصد الأرواح والجرحى، وتقلع المواطنين من بيوتهم وأرضهم.
ستة ألاف يهودي (%1 من عدد سكان إسرائيل آنذاك أي ما يعادل 70.000 نسبة إلى عدد سكان إسرائيل اليوم) قتلوا في هذه الحرب القاسية.
المسؤول عن هذه الحرب، هو من قام بهجمات مروعة وقاسية، وقتل عن سابق إصرار وتصميم الرجال، النساء والأطفال والشيوخ، دون أن يرحم أولئك اللاجئين اليهود الذين هربوا من مخيمات الإبادة في أوروبا قاصدين ارض أجدادهم، علها تحميهم قسوة القدر، فكان لهم هذا الأخير بالمرصاد.
والواقع التاريخي يقف شاهدا على حقيقة واحدة لا مجال للشك فيها، وهي: أن العرب والفلسطينيين أول من بادروا إلى إعلان الحرب واستخدام منطق الدم والنار، وبالتالي هم وحدهم يتحملون نتائجها المدمرة والمصيبة التي يدعونها "نكبة".
هذه "النكبة " هم من بادروا إلى صناعتها وصاغوها بقراراتهم قبل أن يضيفوا لها إستراتيجيتهم التي تقوم على نسج الروايات التحريضية والمبالغ فيها.
نتائج الحرب كانت مرعبة؛ قتلى، دمار، تشريد ولاجئون. كارثة فلسطينية حلت بالفعل لكن ليس وفق المفهوم والأسباب التي يريدون إقناع العالم بها.
Nenhum comentário:
Postar um comentário