فقد أظهرت وثيقة مخابراتية بريطانية صادرة في 23 تشرين الأول/اكتوبر، نبأً جاء فيه أن العائلات العربية الكبرى أيقنت أن الاحتدام والاقتتال بات على الأبواب، ما دفعها لترحيل أبناءها إلى الدول العربية .
وفي 21 تشرين الثاني/نوفمبر، أي قبل أسبوع واحد من تصويت الجمعية العامة، تم الإبلاغ عن حركة هجرة كبيرة للسكان العرب.
وبعد أسبوعين على اندلاع "نار الاستقلال"، أفيد عن هجرة جماعية قدرت ب 15- 20 ألف شخص من عرب المدينة.
وبعد أسبوعين على اندلاع "نار الاستقلال"، أفيد عن هجرة جماعية قدرت ب 15- 20 ألف شخص من عرب المدينة.
الفرار الكبير لبعض السكان، زرع الخوف والذعر في صفوف الآخرين ودفعهم لحمل أمتعهم والرحيل. بحيث قام رجال الأعمال ببيع ممتلكاتهم ونقل أعمالهم إلى سوريا مصر ولبنان، قابل هذا كله، تدفق مقاتلين إلى المدينة من الدول الأنفة الذكر إضافة إلى العراق.
فقدت القيادة العربية "الحيفاوية" قوتها في السيطرة على الشارع وخصوصا على العصابات المحلية والمقاتلين الآتين من الخارج.
هذه الهجرة الكبيرة لثلث سكان العرب من مدينة حيفا، قبل اندلاع الحرب فعليا، دفعت اللجنة فيها للتوجه إلى الدول العربية بطلب استيعاب اللاجئين بصورة منظمة وزمنية.
فيما طالبت، في شهر آذار/مارس، بإخلاء منظم للمدينة من النساء والأطفال وعمدت إلى استئجار سفينة مصرية لتنفيذ عملية الإخلاء.
فيما طالبت، في شهر آذار/مارس، بإخلاء منظم للمدينة من النساء والأطفال وعمدت إلى استئجار سفينة مصرية لتنفيذ عملية الإخلاء.
حين وصول قوات" الهجانا" إلى المدينة في 21 نيسان/ابريل1948 ، كان نصف سكانها العرب لا يزالون فيها، وعند زحف القوات الإسرائيلية باتجاه السوق في 22 نيسان/ابريل، سجلت حركة هجرة جماعية شملت الآلاف.
لا شك في أن هذه المرحلة جاءت انعكاسا واضحا لحقيقة ما حدث في جميع سنوات الحرب، حقيقة تدحض مسؤولية اليهود، وتظهر أن " الرحيل " جاء بطلب عربي كان سببا" لنكبة اللاجئين الفلسطينيين".
على اثر دخول القوات اليهودية مدينة حيفا، توجه ما تبقى من القيادة العربية في المدينة، إلى القائد البريطاني الميجور ستاكوول، بطلب تنظيم وقف فوري للحرب مع اليهود.
وافقت قوات" الهجانا" على طلب الجانب العربي و أرسلت شروطها بغية الشروع في إحلال وتمتين الأمن، فطالب العرب إمهالهم 24 ساعة للتشاور ودرس الشروط، للعودة بالرد المناسب.
وبعد مرور المهلة الزمنية المحددة، عادت اللجنة العربية بجواب سلبي، رافضة التوقيع على شروط وقف إطلاق النار، مدعية عجزها في السيطرة على العصابات والمسلحين في الشارع، مطالبة المندوب البريطاني، تأمين عملية إخلاء منظمة للسكان العرب من المدينة.
هذا الطلب أدهش الحاضرين من بينهم رئيس بلدية تل ابيب" شفتاي لفي"، الذي إعتُبر صديقا مقربا من السكان العرب في حيفا، راجيا أعضاء اللجنة تعديل موقفهم وسحب طلبهم قائلا لهم :" انتم ترتكبون جريمة شنيعة بحق أبناء شعبكم ".
قوات الاحتلال البريطاني (الانتضاب البريطاني لمنطقة فلسطين)
فيما تعهد يعقوب سالومون، ممثل الهجانا في المفاوضات، وباسم قيادة المنطقة، التزامه باحترام السكان العرب الذين قرروا البقاء في المدينة ومعاملتهم بمساواة، والحفاظ على أمنهم، مؤكدا أن القيادات اليهودية يعنيها المحافظة على الوجود الثنائي في المدينة .
أما الميجر البريطاني ستاكوول فتوجه لهم مستاء: "لقد اتخذتم قرارا خاطئا، فكروا بالأمر مرة ثانية وإلا ستندمون على ذلك لأجيال وأجيال. عليكم القبول بالشروط التي وضعها اليهود، فهي شروط منطقية ولا تنسوا أنكم المبادرون للحرب وهم المنتصرون."
وفي اليوم التالي عادت اللجنة العربية للقاء الميجر البريطاني تطالبه المساعدة في عملية الإخلاء الجماعية؛ تأمين 80 شاحنة لليوم الواحد لنقل السكان وتوفير المواد الغذائية.
فيما قرر عدد بسيط من العائلات البقاء في المدينة من اصل عشرات الآلاف من السكان العرب.
Nenhum comentário:
Postar um comentário