الحلقة الثانية: اضطهاد اليهود في عقر دارهم
لقد قدر للشعب اليهودي آن يعيش الاضطهاد والقتل، لذلك لم يكن هناك ادني شك في كلام الحسيني وأعوانه، الذين وعدوا بهدر دماء أبناء شعبنا في كل لحظة تُسنح لهم، وهذا ما أثبته العرب الذين لم يوفروا أي فرصة في قتل اليهود وفي طعن أجسادهم بخناجر الكره وسيوف الموت.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المجازر التي ارتكبها سكان ” أرض إسرائيل” الناطقين “بلغة الضاد” بحق اليهود، لم تبدأ مع إعلان حرب الاستقلال، فأياديهم لطخت بدماء ” أبناء يعقوب” عقودا خلت:
نذكر حادثة 29 آب 1929، حين اقتحم العشرات من العرب بيت الصيدلي “جرشون بن تسيون” في حبرون، الصيدلي البارع الذي قدم خدمات جمة إلى “جيرانه” العرب دون أي مقابل، إلا أن إنسانيته لم تشفع له، ليكون ضحية لأبشع أنواع القتل المتعمد.
قد يكون قاتلوا “بن تسيون” من أولئك الذين عولجوا يوما بدوائه، فبادروا رد جميله ليس فقط بهدر دمه وإنما بفقر عينيه أيضا، ليختموا إجرامهم بأبشع فعلة، ويقضون على زوجه وابنته.
لقد روت دماء” بني إسرائيلي” مدينة الأجداد “حبرون”، وقُتل العشرات من سكانها الأصليين دون شفقة على أيدي ألاف المشاغبين الذي اقتحموا حرمة الدور اليهودية من أجل السرقة والاغتصاب والقتل بطريقة إجرامية قل مثيلها. كان ضحية أعمال الشغب هذه 67 يهوديا، ورغم علم سلطات الانتداب البريطاني بالأمر، إلا إنها لم تحرك ساكنا فأضطر المئات من يهود حبرون إلى الرحيل، تاركين أقدم بقعة يهودية في ارض إسرائيل، بعد أن عاشوا فيها آلاف السنين.
المذبحة بحق اليهود استمرت وانتشرت في أنحاء مختلفة من أرضهم، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر (إذ يتعذر علينا إيراد المجازر جميعها، فحسبنا ما يتسع له المقام) :
• في يروشلايم قتل 19 يهوديا، لتسجل مدينة تسفا (صفد) 18 ضحية، وتفقد حيفا 6 من أبنائها اليهود، وتدفع تل أبيب أرواح 3 أبرياء منهم.
(الصور: موقع مدينة حبرون الاسرائيلية Hebron.org.il)
• على طريق يروشلايم، ارتكبت أبشع الجرائم على أيدي المخربين بحق عائلة “مكلف”، التي راح ضحيتها الأب والأم أمام أعين أولادهم الثلاث – فتاتان وصبي. نجا الأبناء من المجزرة، ليكتب القدر البقاء للابن مردخاي الذي غاب عن نظر المجرمين، ويجعله فيما بعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الثالث لدولة إسرائيل.
شهداء عائلة مكلف الله يرحمهم
• عند انتهاء أعمال الشغب كان عدد الضحايا قد تخطى 113 قتيلا، احتضروا بطرق تقشعر الإنسانية من هول فظاعتها؛ جثث ممزقة، أطفال احرقوا وهم أحياء، رضع ضُربت رؤوسهم بالجدران، نسوة اغتُصبن وبُقرت بطونهن، إضافة إلى المئات من الجثث البشرية المبتورة الأعضاء.
ولعل الصور المروعة في موقع “ذكرى الضحايا” على الشبكة العنكبوتية، لهي خير إجابة عن فهم نوايا العرب الذين وعدوا يوما ذبح اليهود وإبادتهم.
• الأحداث الممتدة من عام 1936 إلى عام 1939 لم تكن اقل دموية من سابقاتها، حصدت حوالي 400 قتيلا إسرائيليا، معظمهم من الأطفال بعد أن تحولت دور الأيتام والأطفال هدفا، جذب العرب آنذاك، لتنفيذ عمليات القتل والنيل من العرق اليهودي. ولم تنته رحلة الدم والقتل آنذاك إلا عندما أنهك الجوع، الذي ضرب المنطقة، كاهلهم مبعدا شبح المجازر ولو زمنيا، عن أبناء يعقوب.
مذبحة حبرون في 9 أغسطس 1929 : لن ننسى ولن نغفر
Nenhum comentário:
Postar um comentário