quarta-feira, 28 de novembro de 2012

لية أنا مؤيد لأسرائيل ؟


أكبر صدمة حضارية أصابنى بها الأسرائيليين كانت حينما شاهدت لأول مرة فيديو زيارة السادات للكنيست الأسرائيلى عام 1977 ... المشهد الذى علق فى ذهنى و لم أستطع نسيانة ، لم يكن مشهد السادات أو أحد مرافقيه ، و لم يكن أحد السياسيين الأسرائيليين المشاهير و المحترمين ... المشهد الذى أثر فىّ هو حجم الجموع التى تزاحمت حول الكنيست لترحب بالرئيس المصرى ... كنت أعلم أن هناك أنصار للسلام فى أسرائيل ، لكنى لم أكن أتوقع أن أرى ألوف البشر ، جميعهم يرتدون الملابس البيضاء و الوردية ، و يحملون الزهور ، و يقفون فى الشوارع بالساعات ليحيوا رئيس الدولة التى حاربتهم قبلها ببضعة سنوات ... حميمية الأستقبال المذهلة ، و منظر ضباط الشرطة الأسرائيلية و هم يقومون بدورهم فى تنظيم الحشود المرحبة بالرئيس العدو- الصديق ، كانت من بين المشاهد التى غيرت حياتى ... يومها سألت نفسى : هل أذا جاء ألينا فى مصر مسئول أسرائيلى يدعم السلام ، هل سيجد نصف هذا الترحيب من المصريين ؟





لا أنكر أنى أشعر كثيرا بالذنب تجاة قراءى المصريين ، الذين صدمتهم حين قلت أنى برو-أسرائيلى ( مؤيد لأسرائيل ) ، و أصدمهم بأستمرار بمواقفى الداعمة للسياسات الأسرائيلية بأستمرار ... أشعر بالذنب لأنى لم أشرح لهم أسباب مواقفى هذة ، و لم أطلعهم على ما أعرفة عن جيراننا الأسرائيليين ، ثم أطلب منهم أن يتفهموا موقفى و يتقبلونى بكل تسامح ... موقف صعب ، أعذرهم عليه
نفس الشعور بالذنب أشعر به تجاه الكثير من قراءى الأسرائيليين ، الذين ألاحظ الدهشة و عدم التصديق فى تعليقاتهم ... فمنهم من يظننى مجنونا غير واعى بأبعاد ما أقول ، و منهم من يظننى فخ مخابراتى لخداع الشعب الأسرائيلى فى أطار الشعور بالمؤامرة الكبرى على الشعب اليهودى ... هم أيضا معذورون ، لأنهم أيضا لا يعرفون دوافعى و أسبابى التى بنيت عليها مواقفى السياسية

هذا المقال هو محاولة منى ، لشرح الأسباب المنطقية التى جعلتنى مؤيدا لأسرائيل . الأسباب التى تجعلنى حريصا على دعم أستمرار دولة أسرائيل فى الوجود ، و الأسباب التى تجعلنى مؤيدا لعلاقات كاملة و حقيقية بين الشعب الأسرائيلى و سائر شعوب المنطقة

فى الحقيقة ، دعمى لأسرائيل ليس هو دعما لأسرائيل ذاتها ، بقدر ما هو دعما للقيم التى تمثلها دوله أسرائيل فى المنطقة ... فالقضية ليست أن هذا يهودى و ذاك مسلم ، و ليست أن ذاك عربى و هذا عبرى ... القضية فى نظرى أن هذا ديموقراطى و ذاك أستبدادى ، و هذا ليبرالى و ذاك شمولى ... و بالتالى فأنحيازى لأسرائيل هو أنحياز لقيم الديموقراطية و الحداثة التى تمثلها أسرائيل - شئنا أم أبينا - فى المنطقة

و سأحاول هنا أن أسرد بنوع من التفصيل ، بعض النقاط التى ستوضح وجهه النظر التى أطرحها

1- السياسة - أسرائيل هى أكبر و أقدم الديموقراطيات فى المنطقة
النظام السياسى فى أسرائيل هو النظام البرلمانى ... نظمت أول أنتخابات شعبية فى 25 يناير 1949 ، ليبدأ الكنيست الأول ، و الكنيست الحالى هو الكنيست الثامن عشر فى تاريخ أسرائيل ... طوال هذة الفترة ترأس دولة أسرائيل 9 رؤساء ، بداية من الرئيس شيم ويزمان ( 1949 ) حتى الرئيس الحالى شيمون بيريز ( 2007 ) ... و كل كنيست جديد كان يأتى بحكومة جديدة فى أسرائيل ، أى تقريبا 18 حكومة أسرائيلية فى 60 عام ( تقريبا حكومة جديدة كل ثلاث سنوات و ثلث ) ... و فى كل مرة تمر الأنتخابات الأسرائيلية بسلاسة ، بلا أنقلابات مسلحة ، بلا أدعاءات بتذوير الأنتخابات ، بلا نتايج أنتخابية من نوعية ال 100% و ال 99.9%
فى ال 60 عام الأخيرة ، بينما حكم أسرائيل 18 حكومة مختلفة ، حكم مصر 6 رؤساء ( الملك فاروق ، الملك أحمد فؤاد ، محمد نجيب ، عبد الناصر ، السادات ، مبارك ) ... الثلاثة الأوائل تركوا السلطة نتيجة أنقلابات أو حركات عسكرية ، و الرابع ( عبد الناصر ) ظل على عرشة حتى الموت ، و لو لم يكن مات لكان سيظل حاكم مصر إلى يومنا هذا ، هذا بغض النظر عن أشاعة موته مسموما ... و الخامس السادات خرج من السلطة مقتولا ... و السادس باقى فى منصبة منذ 30 عام ، ولا نعرف وسيلة لأخراجة من السلطة ... ففى الوقت الذى تبادل فية حكم أسرائيل 18 حكومة ديموقراطية ، حكمنا 6 أشخاص ، لم يصل أيا منهم للسلطة من خلال أنتخابات ، ثلاثة منهم تركوا الحكم مجبرين بقوة أنقلاب ، و أثنين خرجوا من مناصبهم بالموت ، و السادس نبحث عن وسيلة لأخراجة من السلطة لمدة 30 سنة بدون فائدة ... أعتقد أن المقارنة واضحة
يمكن لأى منا أن يفتح أى خريطة للشرق الأوسط ، و لن يبذل مجهود ليكتشف أن أسرائيل هى أعظم ديموقراطية فى المنطقة ... الشرق الأوسط لم يعرف نظام ديموقراطى سوى أسرائيل حتى الغزو الأمريكى للعراق فى 2003 ... فتركيا و أيران لديهم ديموقراطيات مشوهه ، فأيران تمنع العالمانيين من الترشح فى الأنتخابات ، و تركيا تمنع التيارات الدينية من الترشح فى الأنتخابات ، فما فائدة الأنتخابات أذا كان المشرع قد سبق و أختار للشعب أيديولوجية حكامة ؟ ... بعد أيران و تركيا ، لا يتبقى فى المنطقة من أنظمة ديموقراطية غير لبنان و العراق ، و الأثنان ديموقراطيتان حديثتان ، العراق بعد الغزو الأمريكى فى 2003 ، و لبنان بعد ثورة الأرز فى 2005 ، و كلاهما ديموقراطيات مشوهه بسبب التقسيمات الطائفية التى تسيطر على العملية الأنتخابية ... و باقى دول المنطقة هى إما ممالك بدوية ( مثل المملكة العربية السعودية و قطر ) ، أو شموليات عسكرية ( مثل سوريا و مصر و السودان و ليبيا ) ... كل هذا يجعلك لا تجد فى المنطقة كلها نظام ديموقراطى حقيقى سوى أسرائيل
بل الأبلغ من كل هذا ... ديفيد بن جوريون ، الذى يعتبرة الكثيرين مؤسس دولة أسرائيل ... هو من أعلن أعلان أستقلال دولة أسرائيل ، و شغل منصب الرئيس المؤقت لدولة أسرائيل لمدة يومان فقط ، ليسلم رئاسة الدولة لرئيس الدولة الأول شيم ويزمان ... ديفيد بن جوريون لم يتحنط على كرسية كما يفعل الرؤساء المسلمون و العرب ( القذافى فى السلطة منذ 41 عام ، و يسعى لتوريث الحكم لأبنه ) ، بالعكس ديفيد بن جوريون تنازل عن السلطة أكثر من مرة ... فعلى الرغم من كونة رئيسا للحكومة الأسرائيلية فى الفترة ما بين عامى 1948 و 1954 ، إلا انة خرج من السلطة فى عهد الكنيست الثانى ليخلفة موشى شاريت فى الفترة ما بين 1954 و 1955 ، ثم عاد بن جوريون ليرأس الحكومة الأسرائيلية بعدها ... و طوال حياة بن جوريون ، كان يشغل مناصب كثيرة ، و يتركها بعدها بفترات قصيرة فى تبادل سلمى و سلس للسلطة ... فمن منكم رأى رئيسا عربيا يتنازل عن منصبة لهذا الشكل السلس ؟ فما بالكم و أننا نتحدث عن شخص يكاد يكون هو مؤسس الدولة ذاتها ... أذا كان عبد الناصر ، لمجرد أن أستطاع السيطرة على ضباط أنقلاب 52 ، نسب لنفسة نجاحات أكبر من حجمة بمراحل ، و بقى فى منصبة 16 عام ... و حسنى مبارك ، الذى نسب لنفسة نصر أكتوبر كله ، بقى بحجة هذا النصر ثلاثون عاما فى رئاسة الجمهورية ... فما بالكم بمؤسس دولة يترك رئاستها بعد يومين ، و يترك رئاسة الحكومة بعد 6 سنوات ؟ ... ألا تستحق ديموقراطية مثل هذة ان نعطيها أحترامها اللائق ؟

2- العمل و الأنتاج - الأسرائيليين بنوا دولة كاملة من الأبرة للمفاعل النووى فى أقل من 50 عام
أسرائيل بشكلها الحالى ، هيا دولة حديثة الوجود فى المنطقة ... أسرائيل القديمة التى انتهت فى القرن الأول الميلادى ، لا تعنينى فى مقالى هذا ... أسرائيل الحالية بدأ الشعب اليهودى فى وضع أساساتها منذ ما لا يزيد عن قرن من الزمان ... بنوا المزارع و المدن و المصانع ، و كل هذا ليس دولة ... أول ظهور لدولة أسرائيل كان بعد أنتهاء الأنتداب البريطانى عن هذة المنطقة ، و لهذا فان عمر دولة أسرائيل يبدأ تقريبا منذ عام 1948 بغض النظر عن ان بدايات هذة الدولة تم وضع أساساتها قبل ذلك بعقود
أستطاعت أسرائيل ، و أستطاع الشعب اليهودى ، فى أقل من 50 عام ، بناء دولة قوية متكاملة تغطى كافة نواحى الحياة ... فقد أقام الشعب اليهودى دولة مؤسسات كاملة ، بها فصل كامل بين السلطات ، بها نظام سياسى برلمانى من أفضل النظم السياسية فى العالم ، و برلمان يقوم بدور رقابى و تشريعى متميز ، و قضاء نزية و محايد حاكم أكبر السياسيين فى أسرائيل بنزاهه لم يشكك فيها أحد ... و ما نقولة عن السياسة نقولة عن الزراعة و الصناعة و السياحة و التكنولوجيا
هنا أن أقدر قيمة الأبداع مع الزمن ، فنحن المصريين الذين نتفاخر اننا أبناء حضارة عمرها أكثر من 5 آلاف عام ، إلا أننا لم نستطيع بناء مفاعل نووى واحد ( أسرائيل لديها تقريبا 4 مفاعلات نووية ) ، و حينما فكرنا فى أنشاء مفاعل نووى سلمى ، بدأنا البحث عن شركات فرنسية و بريطانية لتتولى عمليه أنشاؤة ، و حتى يومنا هذا لازالت البيروقراطية المصرية تعطل قيام المفاعل النووى المصرى الأول ... نفس الشئ يقال عن الأقمار الصناعية ، ففى الوقت الذى تقوم فية أسرائيل بتصدير الأقمار الصناعية الخاصة بالتجسس للهند ، لم تستطع مصر تصنيع أقمارها الصناعية بنفسها و أشترتها من شركات فرنسية ... و فى الوقت الذى تقوم فية أسرائيل ببيع الأسلحة لروسيا ( وريثة الأتحاد السوفيتى ) ، تقوم المصانع الحربية فى مصر بصناعة البوتاجازات و السخانات التى لا ترضى حتى المستهلك المصرى ... و العاملون فى مجال الصناعة يعلمون جيدا كيف أن هناك صناعات بأكملها لا توجد فى الشرق الأوسط كله ، إلا فى أسرائيل
كمصريين يجب أن نعترف بالفجوة التكنولوجية التى تفصلنا عن أسرائيل ... يجب أن نعترف أن هناك شعب ( و إن أختلفنا معه ) ، إلا أن هذا الشعب يقدس العمل و الأنتاج و الأبداع ، شعب لا يسمح للبيروقراطية و الفساد بتعطيل مسيرة تقدمة ... شعب تجاوز صعوبات مستحيلة مثل القلة السكانية و حالات الحروب المتواصلة و العزلة بين جيرانه و التضارب العرقى و الثقافى ، و صنع حضارة و دولة متكاملة . بينما معظم دول المنطقة تعيش فى سلام متواصل و مع ذلك تغرق فى الكساد ، و تعيش على أستيراد غذائها و ملابسها و أحتياجاتها الأساسية ، و يحكمها مجموعة من اللصوص بينما أغلب شعوبها مشغولة بالقات و الحشيش و الدين

3- الثقافة - أفضل جامعات فى المنطقة
أسرائيل لديها 8 جامعات ... أقدمهم الجامعة العبرية فى أورشليم ( القدس ) التى تأسست عام 1918 ، أى بعد جامعة القاهرة ب 10 سنوات ... فأذا أستثنينا الجامعة المفتوحة فى أسرائيل ، و التى تأتى متأخرة فى الترتيب العالمى ، فأن باقى ال 7 جامعات تأتى بين أفضل 500 جامعة على مستوى العالم ( أحيانا تتأخر جامعات بار أيلان و حيفا بضع أرقام بعد ال 500 فى بعض التصنيفات ) ... بينما تشغل الجامعة العبرية فى أورشليم ترتيب ال 77 على مستوى العالم ، بما يجعلها أفضل جامعة فى الشرق الأوسط
إلى وقت قريب لم تكن هناك جامعة عربية واحدة بين أفضل 500 جامعة على مستوى العالم ، و إلى يومنا هذا لا توجد جامعة مصرية أو عربية فى قائمة أفضل 200 جامعة على مستوى العالم ، بعد أن أستطاعت بعض الدول العربية دخول قائمة أفضل 500 ... الطريف فى الأمر ، أن الجامعات المصرية بدأت تبحث عن تصنيفات أقل شهرة عالميا ، او تصنع بأنفسها ترتيب للجامعات على مستوى العالم ، لتستطيع أن تضع نفسها فى قائمة أفضل 200 أو أفضل 500 ... و قد كان بالأولى للجامعات العربية ، أن تبحث فى أسباب فسادها و أنهيارها ، و تقوم بأصلاح و تطوير نفسها ، بدلا من اختلاق تلك التقييمات المزيفة
لن نتعجب أيضا حين نعرف أن أسرائيل هيا أكثر دولة فى العالم تنفق على البحث العلمى( بالنسبة للدخل القومى ) ... فأسرائيل تنفق حوالى 4.7% من انتاجها الوطنى GDP على البحث العلمى ، و هو رقم ضخم جدا أذا علمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق فقط 2.6% من أنتاجها المحلى على البحث العلمى .... ماذا تنفق الدول العربية على البحث العلمى ؟ ... أجمالى ما تنفقة أسرائيل سنويا على البحث العلمى ، يفوق ما تنفقة جميع الدول 22 الأعضاء فى جامعة الدول العربية على البحث العلمى
 
منذ اعوام تم نشر أحصائية تقارن بين معدلات الثقافة و القراءة بين دول العالم ... المواطن الأسرائيلى يقرأ فى المتوسط 40 كتاب سنويا، بينما كل 8 مواطنين مصريين يقرأون كتاب واحد سنويا ... معنى هذة المعلومة أن ما يقرأة أسرائيلى واحد فى 10 أعوام ، يحتاج المواطن المصرى ل 3200 عام لكى يقرأ نفس الكمية .... فارق كبير حينما تقارن بين دولة العلم و التكنولوجيا ( أسرائيل ) ، و بين الجهل المستشرى فى الدول الناطقة بالعربية

4- حقوق الأنسان - أعظم مساحة حريات فى المنطقة
لى صديقة أسرائيلية من أصول عربية ... فوجئت بأنها رجعت من مدرستها مبكرا فى أحد الأيام ، فظننتها مريضة ... سألت عليها لكى أطمئن على صحتها ، فأخبرتنى أنهم ( فى أسرائيل ) فى شهر رمضان يسمحون لطلبة المدارس العربية بالرجوع مبكرا ( مراعاة لصوم رمضان ) ... الصدمة الحقيقية أننى لا أنسى كيف ظللت طول حياتى فى مصر يتم أجبارى على أن أجتاز أمتحاناتى أيام أعيادى الدينية ( فترة أعتناقى بالمسيحية ) ... فالمسيحيون المصريين الذين يعيشون فى مصر منذ بداية التاريخ ( بغض النظر عن تاريخ تحولهم للمسيحية ) لازالوا حتى اليوم هدفا لتعنت المسئوليين الحكوميين الذين يتعمدون أجبار الطلاب المسيحيين على أجراء أمتحاناتهم فى أيام الأعياد ، أو اليوم الذى يلى العيد .... هذا هو الفارق بين أوضاع الأقليات الدينية فى مصر و أسرائيل
أسرائيل - على عكس ما يظن العرب - لديها مستوى عالى من حقوق الأنسان لا يوجد فى أى دولة عربية ... فأسرائيل مثلا لا توجد لديها عقوبة الأعدام ، ولا أى عقوبة بدنية أخرى ... فى الشرق الأوسط كله لا يوجد إلا تركيا لا تطبق حكم الأعدام ، و بعض الدول توقفت عمليا عن ممارستة دون تقنين ذلك ( المغرب – تونس – الجزائر ) ، فى الوقت الذى لا تزال فية الكثير من الدول الأسلامية ( مثل أيران و السودان و السعودية ) تطبيق العقوبات البدنية مثل الجلد و قطع الأيدى و الرجم ... ما يقال عن الأعدام و العقوبات البدنية ، يمكن قولة عن حقوق الطفل و المرأة ، و حرية الرأى و العبير ... أسرائيل لا يوجد لديها خانة ديانة فى البطاقة الشخصية ... أسرائيل هيا الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى يستطيع فيها المثليين تنظيم أنفسهم فى تنظيمات حقوقية ... أسرائيل هيا الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى يستطيع فيها الملحدين تكوين تجمعات إلحادية قانونية ، و نشر أفكارهم الإلحادية بكل حرية ... أسرائيل هيا الدولة الوحيدة التى يمكنك أن تكون مواطنا فيها ، و مع ذلك لا تعترف بحقها فى الوجود ، و فى نفس الوقت لا يتم سحب الجنسية منك أو سجنك أو حتى رفع أعانة البطاله عنك ... أسرائيل هيا الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى يستطيع فيها الأعلام نشر فضائح للجيش ( تذكروا فيلم روح شاكيد ) ، و هيا الدولة الوحيدة التى يمكن أن يقوم تليفزيون الدولة الرسمى بنقد دين الأغلبية بكل بساطة و دون أن تعلق المقاصل لأحد
أسرائيل وقفت بجانب كل ضعيف و مظلوم فى المنطقة ... دول أفريقية لا نعرف عنها شيئا ، و أسرائيل ترسل لهم معونات بأستمرار ... أهالى دارفور المسلمون ، الذين تعرضوا للأبادة الجماعية و الأغتصاب و التهجير على يد أخوتهم المسلمين من نظام البشير الإسلامى ... أهالى دارفور هؤلاء هم الذين يهربون من خلال الأراضى المصرية ليدخلوا أسرائيل لينالوا حق اللجوء السياسى ، و يعيشون كبشر أحرار ... ماذا فعل العرب و المسلمون للأكراد أو لأهل دارفور ؟ ... كم مظاهرة خرجت فى مصر تضامنا مع أهل دارفور ؟ كم مظاهرة خرجت فى مصر تضامنا مع الأكراد ضد المجرم صدام حسين الذى قتل ألوف الأكراد بدون ذنب ؟ ... نحن المصريين لم نكتفى بالصمت ، و لكننا قتلنا السودانيين و سحلناهم و عذبناهم فى وسط شوارع الجيزة أمام أعين الجميع بلا رحمة ... كل هذا و أهل دارفور مسلمون ، و الأسرائيليين يهود ، و لكن الدولة الأسرائيلية تتجاوز حدود العرق و الدين لتقف بجانب المضطهدون ، بينما العرب لا مانع لديهم من الصمت على ظلم أخوتهم بدون حتى مبرر منطقى لهذا الصمت ، بالضبط كما فعلوا حينما صمتوا حينما قام صدام بأحتلال الكويت ، ثم ثاروا و هاجوا و ماجوا حينما شاركت مصر فى تحرير الكويت من الأحتلال الصدامى ... ألا يتسائل المصريين حول مشاعر أخوتهم الكويتيين حينما يرون هذة الأفعال ؟
منذ أشتعل ملف دول حوض النيل فى الشهور الأخيرة ، و بدأت أجهزة الدولة المصرية فى الترويج لسيناريو المؤامرة الأسرائيلية فى دول حوض النيل .... بالنسبة لى ، لأ أرى أى مؤامرة على الأطلاق ... فالمصريين لم يسألوا انفسهم ماذا يعرفون عن أثيوبيا و ماذا قدموا لها ؟ ... ماذا يعرف المصريين عن الفقر و الأمراض و الفياضانات و باقى الأمور الذى تعانى منها أثيوبيا ؟ لماذا لم يتعاطف المصريين مع أخوتهم الأفارقة الأثيوبيين فى مشاكلهم ؟ ... أسرائيل تعاطفت مع أثيوبيا منذ سنوات طويلة ، و تقدم لها الكثير من المساعدات لتحاول مساعدة الشعب الأثيوبى فى التخلص من مشاكلة ... فمن الطبيعى أن تكون هناك علاقات أسرائيلية أثيوبية قوية ... و فى نفس الوقت من الطبيعى ألا يكون هناك ود متبادل بين المصريين و الأثيوبيين فى ظل الأستعلاء العنصرى الذى يتعامل به المصريين مع السود ( و أسئلوا النوبيين إن كنتم لا تعلمون ) ، و فى ظل تجاهل أنشغال المصريين بتمويل الحركات الأرهابيه فى أفغانستان و فلسطين و اليمن ... فأذا كانت غزة أكثر أهمية بالنسبة للمصريين من أثيوبيا ، فلماذا يتضايق المصريين حينما يفقدون علاقتهم بأثيوبيا التى تجاهلوها أنسانيا لعقود طويلة ؟

5- السياسة الخارجية الأسرائيلية مبنية على المصلحة مش على العنصرية
الأصل فى الأمور ، أن السياسى هو شخص أختارة الشعب لتحقيق مصالحهم ، و ليس لتحقيق وجهات نظرة الأيديولوجية الخاصة ... هذا بالطبع لا ينطبق على السياسيين العرب الذين وصلوا للحكم بالدبابات ، و لكنه بالطبع ينطبق على أسرائيل
فحزب الليكود مثلا ، و الذى يتهمه العرب بأستمرار بأنة حزب يمينى متطرف ، هو ذات الحزب الذى قام بتحدى أيديولوجيتة فى فتره قصيرة جدا ، و وقع أتفاقية السلام مع مصر ، و قام بإرجاع سيناء بأكملها بدون مقابل تقريبا ( بأعتبار حق أسرائيل فى الملاحة فى المضايق الدولية حق و ليس منحة ) ... لا يسأل المصريون أنفسهم : كيف يكون حزب متطرف و يقوم بعقد أتفاقية سلام ( رغم انة يسيطر على كل سيناء تقريبا ) و يترك سيناء للمصريين بدون حرب ؟ ... الفكرة أن الساسة يهمهم مصلحة أسرائيل ، أكثر من الأيديولوجيات النظرية .... و مصلحة أسرائيل أن تعيش بسلام وسط جيرانها ... لو بدلنا المواقف وقتها ، و كانت مصر فى مكان أسرائيل ، لم تكن مصر ستتنازل عن شبر واحد من سيناء بالسلام ، بالضبط كما تفعل فى تمسكها بالأراضى السودانية التى تحتلها حاليا ( حلايب و شلاتين)
نفس الشئ يمكن قوله عن المفاوضات مع الفلسطينيين و السوريين و اللبنانيين ... فالعرب ظلوا لعقود يرددون كلاما أبلها عن الأمبراطورية التى من النيل للفرات ، و لكن أسرائيل هدمت كل هذة الأطروحات العربية فى لحظة واحدة على مائدة المفاوضات ، حينما أمرت بتفكيك مستوطناتها فى غزة ... يومها وقف الجيش الأسرائيلى بنفسة يباشر إجلاء المستوطنين الأسرائيليين من منازلهم التى بنوها فى غزة ، ليتركوها للفلسطينيين ... فأذا كانت أسرائيل ترغب فى التوسع فى المنطقة ( الأيديولوجيا ) ، فلماذا فككت مستوطناتها فى غزة أو أنسحبت من سيناء ( المصلحة ) ؟ ... هذا لأن السياسة الخارجية الأسرائيلية تغلب المصلحة على الأيديولوجيا
العكس موجود عند السياسيين العرب ... فالسياسيين السوريين يعلمون جيدا أنهم بإمكانهم أجراء أتفاق سلام بسهولة مع أسرائيل ، و لكنهم لازالوا غير قادرين على تغليب مصلحة شعوبهم على أيديولوجياتهم الضيقة الرجعية ... الأحمق وحده هو من يعذب شعب كامل من أجل أيديولوجيا حمقاء ... فى نقاشاتى مع المسيسين السوريين ، لم يعطونى ردودا منطقية حول فكرة السلام مع أسرائيل ، كل كلامهم عبارة عن كلمات عبثية عن أن اسرائيل كيان صهيونى و ليست دولة ، و ان القضية هيا قضية فلسطين و ليست سوريا ... هل انت مسئول فلسطينى أم سورى ؟ أنت مسئول سورى وظيفتك تحقيق مصالح الشعب السورى . فبأى ذنب تجبر الشعب السورى على الحياة فى حاله حرب متواصلة ( يلتهم فيها الجيش الجزء الأكبر من ميزانية الدولة ) لمجرد أن هناك أيديولوجيا تطلب منك أن تظل فى حالة حرب أبدية مع دولة تفوقك عسكريا عشرات المرات ؟
ما يقال عن السياسة يقال أيضا عن الثقافة ... أسرائيل بها متطرفون أيضا ، كل دول العالم بها متطرفين ... لكن الدولة الإسرائيلية لا تعرف أى نوعا من العبث الخاص بالغزو الثقافى و الحفاظ على الهوية القومية و البلا بلا ... الأفلام العربية ( و المصرية تحديدا ) تذاع بأستمرار فى التليفزيون الأسرائيلى ، و يشاهدها الأسرائيليين بدون حساسية ، بينما نحن تتزلزل الدنيا عندنا أذا ما قام مركز ثقافى بعرض فيلم أسرائيلى يدعو للسلام بين الشعبين ... اللغة العربية لغة رسمية فى أسرائيل ، و لديهم فى أسرائيل مجمع لللغة العربية مماثل لمجمع اللغة العربية الموجود بالقاهرة ... لا ينظر الأسرائيليين للغة العربيه على أنها تهديدا لثقافتهم و هويتهم أو وجودهم ، بل يرون أن مصلحتهم فى التعايش مع جيرانهم ... الشعوب العربية تفهم الهوية بمعادلة " أنا موجود ، أذن أنت غير موجود " ، بينما المصلحة تحتم أن يستمر كلانا فى الوجود ، و نتوقف عن محاوله محو الآخر من الوجود

خاتمة
المقارنات السياسية و الأجتماعية و الأنثروبولوجية بين المجتمع الأسرائيلى و المجتمعات العربية ، موضوع ثرى لا يمكن حصرة فى مقال واحد ... أردت هنا فقط أن أوضح النقاط الرئيسية التى تميز المجتمع الأسرائيلى عن باقى المجتمعات التى تحيط به فى الشرق الأوسط .... و هذة الفروق هيا التى تفرض عليا أن أنحاز لحق دولة أسرائيل الكامل فى الوجود بسلام فى المنطقة ، و هيا نفسها التى تفرض عليا الوقوف بجانب أسرائيل كدولة ديموقراطية حداثية يعيش شعبها كمواطنين أحرار فى منطقة من العالم يعتبر فيها التفكير فى الحرية جريمة
بالطبع ، موقفى هذا لا يعنى أنى أتفق مع أسرائيل فى كل صغيرة و كبيرة ، ولا يعنى أنى أدعم أسرائيل فى أى موقف خاطئ تتخذة ... فالأسرائيليين أنفسهم لا يتفقون على أى شئ ، بما فية حق دولة أسرائيل فى الوجود ... فأذا كان لا يوجد مواطن أسرائيلى يتفق مع سياسة دولتة فى جميع المواقف ، فبالتأكيد لا يمكن أن يوجد داعم لأسرائيل يتفق مع السياسات الأسرايلية جميعها ... أنا فقط أدعم حقوق دولة أسرائيل ، و أدعم الكثير من الخطوط العريضة فى السياسة الأسرائيلية ، لأنى متفهم لدوافعها و حيثياتها
و هذا بالتأكيد يعنى أن هناك نقاط أختلاف بينى و بين السياسات الأسرائيلية ... منها على سبيل المثال الموقف الرسمى فى أسرائيل من السلاميين الأسرائيليين ... فأنا لازلت غير قادر على تصديق أن الشعب اليهودى الذى عانى من الأضطهاد ما يقرب من 20 قرن بسبب معتقدة الدينى ، حينما يؤسس دولة يبدأ فى أضطهاد بنى شعبة بسبب معتقداتة الضميرية !!! ... لا أنكر أنى شعرت بالخجل حينما تم أعفائى من الخدمة العسكرية فى مصر بعد أعلانى أنى لن اخدم بالجيش بسبب معتقداتى السلامية ، بينما زملائى السلاميين فى أسرائيل فى السجون الأسرائيلية ... هذة نقطة تحتاج للمراجعة فى السياسة الإسرائيلية





* ملحوظة : معظم المعلومات الواردة فى هذا المقال ، تم وضع مصادر لها من خلال روابط ... فأرجو الضغط على الروابط و الأطلاع على المصادر ، لتكوين صورة أوضع للحقائق الواردة فى هذا المقال

موضوعات ذات صلة

كتب أنصح بقراءتها

مقالات أنصح بقراءتها

روابط تهمك
أ‌-        مواقع رسمية أسرائيلية
الكنيست الأسرائيلى
موقع رئيس دولة أسرائيل ( محجوب فى مصر )
وزارة الخارجية الأسرائيلية ( محجوب فى مصر )
ب‌-     مواقع تفضح تزييف التاريخ
أسرائيل الحضارة و التاريخ – موقع أسرائيلى يشرح بعض الأمور الخلافيه
شبكة الشرق الأوسط – موقع يصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة

Nenhum comentário: